أحمد سمير
مع بداية شهر فبراير ستنعقد اجتماع القمة العربية لوزراء العرب لتقييم الوضع، والتوافق حول الخطوات المستقبلية إثر الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي ونقل السفارة في تل أبيب إليها.
بعد أن تمت قمة استثنائية عربية في المملكة الأردنية الهاشمية بصفتها رئيسا للدورة الحالية للقمة العربية.
والتي خرجت بالنهاية بطلب من الوزراء العرب إلي الولايات المتحدة الأمريكية للرجوع عن قرارها بأن القدس عاصمة لإسرائيل
فهل سيكون في نهاية مطاف الاجتماعات المصغرة وانعقاد القمم لتخرج الجامعة العربية في النهاية بصدار بيان تنديد
فأني أخجل من عروبتي ومن وطني العربي الذي ليس له أي دور سياسي قوي فعال على الأرض وأنه مجرد بيانات تصدر بالتنديد والمطالبة فقط على الرغم من أنشاء جامعة الدول العربية لم أرى فيها اي نوع من الاتحاد العربي
في المجال السياسي المتخبط والذي لم يثمر بشيء سوى تنديد وبيان استنكار.
ففي يوم 28سبتمبر ل 2000 انعقدت القمة العربية لمناقشة وقف الاستيطان ووقف الاعتداء الإسرائيلي عن تدنيس مسجد الأقصى الذي أسفر عنه انتفاضة شعبية لشعب فلسطين فقط، انتهت القمة ببيان تعرب عن استياءها الشديد فقط ولم تستطيع أن تتقدم أخذ قرار بردع العدوان الإسرائيلي المتواصل على الأراضي الفلسطينية والقدس.
وفي انعقاد القمة العربية في يوم 25 مارس 2003 لمناقشة الدخول العسكري الأمريكي وحلف الناتو بموجب القرار الصادر من مجلس الأمن للعراق وتم في نهاية الجلسة بعد مشاورات مغلقة ببيان يندد فيه القرار الصادر من مجلس الأمن وعدم اتخاذ اي خطوات إيجابية لوقف التدخل العسكري بل تم فتح أراضي بعض دول الخليج لقواعد عسكرية أمريكية ولحلف الناتو لاقتحام العراق
وفي يوم 12ديسمبر 2011 تم انعقاد القمة العربية لمناقشة فرض العقوبات الاقتصادية على سوريا ولم تسفر عن أي شيء وانتهى الأمر بتدخل جماعات مسلحة إرهابية بتمويلات عربية.
و في يوم 22مايو 2017 انعقاد ما سمه الأعلام بالقمة العربية الإسلامية الأمريكية و التي أعربوا فيها عن استيائهم عما تفعله دولة قطر في المنطقة بتمويلها بجماعات إرهابية في لبيبا وسوريا ومصر و تدخلها في البحرين و السعودية وكأن هذا الاجتماع كأستاذنا من الرئيس الأمريكي بفرض عقوبات اقتصادية على قطر
و ما تم عليه اتخذت قطر قرار بعدم دفع الحصص المخصصة لدول ( الصومال، جيبوتي، موريتانيا، جزر القمر) في جامعة الدول العربية مما شكل ضغط مالي لرفع العقوبات التي فرضت عليها و لجئت أيضاً إلي دول أجنبية كحماية ردع داخل أراضيها.
مراراً وتكراراً يحدث انعقادا للقمة العربية لم تسفر عن اي خطوات إيجابية لأي اعتداء على اي دولة ان كان عسكري أو قرارات اقتصادية سوى أن يتم فتح أراضيها لقواعد أمريكية.
فهل هذا الصراع السياسي الذي تحول إلي حروب عصابات وهل سننتهي بالقضاء على دول عربية أم سينتهي بأن تصبح الدول العربية متحدة.
أما الجانب الاقتصادي
في المجال الاقتصادي ليس هناك أي نوع من التبادل التجاري والصناعي سوى صفقات بسيطة مقرنة بالصفقات والتبادل التجاري في كافة المجالات مع دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية ولكن صناعة سوق عربي مشترك في كافة المجالات الاقتصادية، تجاري، صناعي، زراعي هل أصبح مستحيل!!
مثلما فعل الاتحاد الأوروبي.
فبالنظر إلى الاتحاد الأوروبي من الجانب السياسي
ففي أول نشأته كان قائماً على صناعة نظام سياسي موحد بين دول الأعضاء مما ساعد على أقامه البرلمان الأوروبي لبحث القوانين وتشريعها.
بالنسبة للجانب الاقتصادي:
تم وضع قوانين مشتركة للتجارة والصناعة والزراعة استغلال الثورات الطبيعية والبشرية بين دول الأعضاء مما ساعد على أنشاء عملة اليورو موحدة التي تم أصدراها في سنة 2002 ليتحول الاتحاد الأوروبي من مجموعة دول كدولة واحدة بسوق تجاري موحد ببنك استثماري موحد ليس له علاقة بالشئون الداخلية لأي دولة من دول الأعضاء سوى قوانين تجارية وقانون العمالة أو قوانين طارئة
ولكن عند مرور الاتحاد الأوروبي بأزمة اقتصادية لجأوا إلى بعض رجال الأعمال وأمراء الخليج العربي لشراء أصول شركات استثمارية كبرى في دول الاتحاد الأوروبي مما ساعد على انتعاش السوق الأوروبي مرة أخرى.
والسؤال المطروح الأن هل سيتحقق الحلم؟
أن تتحول الجامعة العربية إلى الاتحاد العربي من الناحية السياسية والاقتصادية، هل سيفتخر إي عربي لأي دولة عربية داخل الوطن العربي والجامعة العربية بأنه عربي لديه وطن عربي متحد ومشترك بيه حدوده فعلاً لا يخجل من عروبته ووطنه العربي ليس بالشعارات ولا بأغاني الذي أرى انها كاذبة مادام الحكام العرب في تصارع والتباهي بأصدقاء القوة الأجنبية